
تنظيم الحوثي.. إرهاب ممنهج لتدمير المقدسات
سعيا لإحلال أفكار ضالة وعقيدة محرفة وثقافة دخيلة، تمتزج بالمشروع الإيراني الطائفي يمضي تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية بوتيرة عالية ومحاولات متكررة من خلال ممارساتها الطائفية وتصرفاتها المستفزة وكذا إرهابها المستمر بحق دور العبادة وأئمة المساجد.
وتعكس ممارسات هذه الجماعة الإرهابية الكثير من أحقادها الدفينة، وعداءها المستحكم، ضد المساجد والشعائر التي تحظى بالقداسة من قبل كل اليمنيين كمجتمع مسلم محافظ، من خلال تكرار انتهاكاتها ضد المساجد ودور العبادة حساسيتها المفرطة تجاه الكثير من الشعائر الإسلامية.
لم ينفك هذا التنظيم الإرهابي طيلة السنوات الماضية عن التوقف عن ارتكاب المزيد من جرائمه بحق مئات آلاف من المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها، فلم يكتف عناصره بترويع المدنيين وإرهابهم والزج بهم في السجون، بل طالت جرائمه حرمات البيوت، والمساجد تفجيراً وحرقا وقتلاً وتنكيلاً وإرهاباً بحق أئمة المساجد والمصلين.
ووفق ما أورده تقرير حقوقي حديث صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فقد تم توثيق نحو 3 آلاف و370 انتهاكاً طالت المساجد، ودور العبادة في (14 محافظة يمنية) ارتكبتها المليشيا الحوثية الإرهابية خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) 2015م وحتى الـ30 أبريل (نيسان) 2022م.
وحسب ما جاء في التقرير، فإن الفريق الميداني للشبكة رصد 109 حالات قتل لخطباء وأئمة مساجد ومصلين، منها 62 حالة قتل نتيجة الإطلاق المباشر، وقرابة 17 حالة قتل بسبب القصف العشوائي، فيما نحو 19 حالة بفعل استخدام القوة المفرطة والضرب، إضافة إلى 11 حالة قتل نتيجة الطعن، واستخدام السلاح الأبيض.
في السياق، ذاته رصد التقرير نحو 132 حالة إصابة جسدية طالت الخطباء وأئمة مساجد ومصلين خلال الفترة ذاتها، وذلك في إرهاب يشير إلى مدى الجرائم المتزايدة من قبل هذا التنظيم الإرهابي بحق المدنيين في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها -حسب سبتمبرنت-.
ووثق التقرير الحقوقي 376 حالة اختطاف، ونحو 52 حالة تعذيب جسدي ونفسي بحق أئمة وخطباء مساجد ومصلين وعاملين في المساجد، منها 6 حالات تعذيب حتى الموت في المعتقلات، حيث وتصدر ريف صنعاء، والعاصمة صنعاء القائمة من حيث عدد الانتهاكات.
وفي تقرير آخر صادر عن المركز الأمريكي للعدالة في أواخر ديسمبر الماضي، أشار إلى قيام المليشيا الحوثية باختطاف وإخفاء و171 من أئمة وخطباء المساجد منذُ بدء الحرب في اليمن، إلى جانب (301) انتهاك متمثلة بعزل خطباء المساجد لأسباب سياسية مارستها الجماعة في المحافظات التي تسيطر عليها.
وكشف التقرير، عن تفجير تنظيم الحوثي (27) مسجد و(15) من مدارس العلوم الدينية في عديد محافظات، وذلك في حين ارتكب هذا التنظيم (6) انتهاكات بحق مساجد أثرية.
وأشار التقرير إلى قيام تنظيم الحوثي الإرهابي بتحويل المساجد ودور العبادة لثكنات عسكرية وسجون، حيث وثق التقرير تحويل التنظيم (303) مسجدا إلى ثكنات، ومخازن أسلحة ومراكز تجميع للمقاتلين في عديد من المحافظات، بالإضافة إلى عملية اقتحام طالت (211) مسجدا.
كما أشار التقرير إلى استخدام تنظيم الحوثيين الإرهابي المنابر الدينية في المساجد للتحريض على الكراهية، والعنف، إضافة إلى تغمده تغيير الأسماء لـ(36) مسجد وذلك لأسباب سياسية أو عقائدية.
ولفت إلى ما مارسه تنظيم الحوثي الإرهابي بمنع إقامة الشعائر الدينية والتضييق عليها، مثل صلاتي التراويح، والقيام في شهر رمضان، بواقع (411) حالة، وإخضاع موظفي الدولة لدورات مذهبية، بواقع (1113) حالة، مع قيامه بمعاقبة المتخلفين عن الحضور بالفصل من الوظيفة العامة.
تلك الجرائم بحق دور العبادة ورجال الدين من قبل تنظيم الحوثي الإرهابي لاقت استنكاراً واسعاً وإدانات دعت كل دول العالم ومنظمات وهيئات حقوق الانسان، بتحمل المسؤولية في إيقاف هذه الجرائم، والعمل على إدراج تنظيم جماعة الحوثي الإرهابي المدعوم من إيران، في قوائم الإرهاب الدولية، وملاحقة ومحاكمة قياداتها في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.